مقالات وتحليلات

دعوة وطنية موحدة من أجل مستقبل الرياضة في موريتانيا

 

هلاريم الإخباري: بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة والأخوات
رؤساء الأندية الرياضية، اللاعبين، المدربين، الإعلاميين الرياضيين،
وكل الفاعلين والمهتمين بالشأن الرياضي في موريتانيا،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في ظل الإعداد الجاري للحوار المجتمعى الوطني المرتقب، الذي بدأ في استقبال المقترحات من مختلف شرائح المجتمع، تبرز أمامنا – نحن أبناء وفاعلي القطاع الرياضي – فرصة تاريخية لا ينبغي أن نُهدرها. إنها لحظة يمكن من خلالها أن نُسهم فعليًا في صياغة مستقبل الرياضة في موريتانيا، ونُطالب بحق هذا القطاع في العناية والتمكين والدعم.

لقد عانت الرياضة في بلادنا طويلًا من التهميش وضعف البنية المؤسسية، في وقتٍ أصبحت فيه الرياضة في الدول المتقدمة والنامية على السواء قطاعًا منتجًا اقتصاديًا، ومجالًا للتنمية والتوظيف وتوجيه الشباب نحو الإبداع والانضباط.

إن غياب البنية التحتية الرياضية، وندرة الفضاءات الملائمة، وانعدام التأطير والتكوين الجاد، جعل آلاف الشباب يعيشون فراغًا خطيرًا تُستغل فيه طاقتهم في غير ما يعود بالنفع عليهم ولا على وطنهم. كما أن غياب رؤية وطنية متكاملة للنهوض بالرياضة ترك المجال للاجتهادات الفردية العشوائية، بدل العمل المؤسساتي المنظم.

وعليه، فإننا نتوجه إليكم جميعًا بهذه الدعوة الصادقة لتوحيد الصف الرياضي الوطني، من أجل:

1. المشاركة الواسعة في الحوار الوطني المرتقب، وتقديم مقترحات مكتوبة حول تطوير الرياضة في موريتانيا.

2. الدعوة إلى إنشاء وزارة خاصة بالرياضة والتنمية البدنية، أو على الأقل هيكلة مؤسسية مستقلة تكون مسؤولة عن تنفيذ سياسة وطنية واضحة لتطوير هذا القطاع.

3. إطلاق استراتيجية وطنية شاملة للرياضة، تشمل البنية التحتية، التكوين، الدعم المؤسسي، الشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع الاستثمار في الرياضة.

4. دمج الرياضة في السياسات الوقائية لمحاربة الانحراف والجريمة والتهميش، خاصة في المناطق الفقيرة والهشة.

5. تشجيع الرياضة النسوية، والرياضة المدرسية والجامعية، والرياضات المتنوعة (كرة القدم، كرة السلة، ألعاب القوى، الرياضات القتالية، إلخ)، باعتبارها عناصر مكملة وليست متنافسة.
ومن هذا المنطلق
ندعو إلى تشكيل لجنة وطنية موسعة من الفاعلين الرياضيين تمثل مختلف التخصصات والولايات تتولى:
تنظيم ورشة وطنية موسعة تحت عنوان: “نحو استراتيجية وطنية لتطوير الرياضة في موريتانيا”، بمشاركة الأندية، الاتحادات، الأكاديميات، الجمعيات، والإعلاميين الرياضيين.
جمع وتحليل كافة المقترحات والتصورات الصادرة من مختلف الجهات.
صياغة وثيقة موحدة باسم الأسرة الرياضية الوطنية، تُسلم رسميًا إلى منسق الحوار المجتمعي الوطني، لتكون مرجعية معتمدة داخل الورشات الحوارية الخاصة بالشباب والتنمية.
> أيها الرياضيون،
إننا أمام لحظة حاسمة، فإما أن نرفع صوتنا ونطالب بحقوقنا، أو نظل على هامش القرار الوطني.
هذه ليست دعوة للمطالبة فحسب، بل دعوة لتحمّل المسؤولية، وتنظيم الجهود، وصناعة التغيير بأيدينا.
فليكن حقل الرياضة حاضرًا في الحوار المجتمعي الوطني، لا كقضية ثانوية، بل كركن من أركان بناء الوطن.
ولنُثبت أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل قوة مجتمعية واقتصادية قادرة على بناء الإنسان والمستقبل.

مع خالص التحية والتقدير،

ذ: محمد السالك ولد مولود (مهتم بالشأن الرياضي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى