أخبار محليةثقافة

آل الشيخ سعدبوه (تعريف)

 

هلا ريم : حل الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل ولد مامين بأرض الگبله بأمر من أبيه، في ثمانينيات القرن التاسع عشر، في عهد الأمير سيدى ولد محمد الحبيب، فأقام أول أمره بمنطقة الزِّيرَة قرب كرمسين في الجنوب الغربي من اترارزة. ثم أهدته قبيلة إدوداي الشمشوية منطقة النمجاط شمال غرب المذرذرة حيث أقام هو وبنوه واستقرت بهم النوى:
وأما عند برة فاستقرت :: نواه وقر عينا واطمأنا
وأما عن فجار فقد تناءى :: وذلك ما نؤكده بإنا
لقي الشيخ لدى ظهور أذى كبيرا من مناوئيه وحاسديه، وتحدّث في رسالته “الأسهم النافثة في رد البيعة الحادثة” عما لاقاه من عنت وإنكار ورفض من طرف بعض الناس، وكان الأمير سيدي بن محمد الحبيب حريصا على أن تتم مناظرة بين الشيخ سعد بوه وبين خصومه، لإظهار الحق وإنصاف أبناء الشيخ محمد فاضل، فناظرهم وحاجّهم حتى ظهر ظهورا لا مردّ له، وأذعن له البعيد قبل القريب.
يقول الأمير سيدي: ( و ماأردت بهذا الجمع الا إظهار الحق للخلق، و صاحب الحق منصور، فلما و جدناه على الحق رضيناه والله على جمعنا به حمدناه).

كان الشيخ سعد بوه عالما ومربيا ومصلحا، وكان رجل دين ودولة أسهم في جهود بسط الأمن في المنتبذ القصي مما وضع حدا لشريعة الغاب والتغول وواقع الأرض السائبة، وكان محل تقدير وتبجيل وإكرام من العلماء والأمراء والوجهاء والأعيان والشيوخ وعامة الناس.
يقول لمرابط محمد فال ولد محمذن ولد أحمد العاقل رحمة الله عليه (ببها علما):
مطلع الغرب لاح ويحك فيه :: ســعد خير مذ لاح سـعد أبيه
سعد خير ينمى إلى كل سعد :: زاخر اليم أريحي نبيه
نال ما نال في صباه ولما :: يَعْـدُ عشرا مضت له من سنيه
قل لمن قال إن للغوث شبها :: أوشبيها في قطرنا أرنيه

ويقول الشيخ باب بن الشيخ سيديا:
إن هذا التسليم يا ناظريه :: أحسن الشيخ فيه سعد أبيه
بان فى نثره الصواب وأما :: نظمه فالبيان قد بان فيه
حاسديه رويدكم قد تعبتم :: قصروا عن مداه يا حاسديه
من يكن من بنى النبي انتسابا :: واتباعا فإنه من بنيه
وانتقاص تشبيه غير شبيه :: فى العلا كلها بغير شبيه
ينتهى القول دون مبلغ حبر :: كامل الفخر فى الورى منتهيه

ويقول الشيخ باباه ولد ابته المجلسي في زيارته للشيخ سعدبوه
بمزار الشريف سعد أبيه :: كل خير وفي مزار بنيه
زرت منهم من كان حيا وميتا :: لمرادي ونيل ما ارتجيه
آل مامين فضلهم ليس يحصى :: مالهم في كل الورى من شبيه
ولدى الطالب بوي من كل خير :: يامريد الخيرات ماتجتنيه
فهو قطب الرحى وغوث البرايا :: كل ما في الجدود والأب فيه
حاصل الأمر أنني منه أرجو :: فوق ما نال والدي من أبيه

وقال أولاد ديمان حين قال الشيخ سعدبوه:
أخبرني سيداتِ أن ابن اجّمَدْ ::أخبره أن الشريفَ لافندْ
بشعره الجيد قد هجاني :: جزاه ربي أحسن الإحسان
يا ليتني وجدت ألفَ هاج :: مثل الشريف النيّر المنهاج
كلهم يُظهر ما فيها خفَا :: لعلها تأخذ نهج المصطفى
ويخبرونها بأنها تموت :: غدا وأن كل ذا سوف يفوتْ
قال اولاد ديمان إن الشيخ سعد بوه غلبهم في الحلم، فهم يسكتون عن المسيء، وهوزاد بالمدح والدعاء الصالح.

توفي الشيخ سعدبوه سنة 1917، فبكته البرايا وتناوحت الدنيا لفقدانه، يقول العلامة الأديب امحمد ولد أحمد يوره في رثاء الشيخ سعد بوه:
نواصحُ لكن كيف يُسمع قيلُها :: بثينة من تهوى وأنت جميلُها
يمينا ومن خير الألايا ألية :: يكون على المولي مُبينا دليلها
لقد هيَّج البرقٌ اليماني موهنا :: بقايا هوى لا يستقل قليلها
وأظلمت الأيام مذ بان بدرها :: ودفاع جلاها الرضى وجليلها
ومن كان للنزال أمنا ومنزلا :: وكعبة أمن لا يضام نزيلها
ومن كانت الأفواج في كل موطن :: يلوذ به تنبالها ونبيلها
له دعوات في العباد مجابة :: بها اعتل عاديها وصح عليلها
تناوحت الدنيا لفقدان شيخها :: كما ناحت الورقاء بان هديلها
سقى الله تلك الروح أطيب مشرب :: وطاب بأفياء الجنان مقيلها
وكانت لنا الأبناء أرشد قادة :: ثوانا ثواها والرحيلُ رحيلُها
بِطاؤكم تشؤوا سوابق غيركم :: فلاحقها فيكم وفيكم جديلها
أمنتم كسوفاً يا بدور وإنما:: يخاف انكسافَ الضوء منها كميلها

ويقول العلامة البشير بن امباركي في رثاء الشيخ سعد بوه:
ألا يا صحبتي عوجوا فحيوا :: ربوعًا ما بمربضهنَّ حيُّ
قفـوا بالربع وابكـوا فهـو رشـدٌ :: وبله ربوعَ عزة ، فهو غيُّ
أيحسن بالـمحب جـمود عيـنٍ :: وقـد لاح الـمنازل و النؤي
أيا ربعا بـذي البركات أقوي :: وغـودر فيـك سُنيٌ سَنِـيّ
فإ مَّا كنـت شبـرا ، فيـك بـحر :: وطـود شامـخ بدر بـَهِـيُّ
فـذا الـقـرآنُ يـجمعـه جفيـرٌ :: صغيـر الـحجم تـمثيل جليُّ
سقـاك من الـحيا الوسـمي غيـث ٌ:: وجـاد علي منازلـك الولـيُّ
ولا زالـت بـك الرحـمات تتـري :: تجـددها الصبيحـة والعشي

خلف الشيخ سعد بوه أبناء سادة لمسوّد كانوا مثله علما وصلاحا وفضلا وسؤددا وكانوا كأصابع الضَّرَب، ولم يزل الفضل باقيا في عقبه.
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم :: مثل النجوم التي يسري بها الساري
فقد كان لأبناء بونن السماحة والفضل..
لأبناء ” بونَنّ” السماحةُ والفضلُ :: ومحضُ التقى والجودُ والحِلمُ والعدلُ
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنّ نوالَهم :: على الجارِ جارٍ ليس ينقصهُ المَحلُ
و في بعدهم بعد من الخير و الهدى :: وفي قربهم وصل و في حبهم فضل
و ريقتهم رقيا و زورتهم غنى :: وأخلاقهم راح و راحاتهم وبل
فكلهم في البذل حاتم طيئ :: وكلهم بدر وكلهم عدل
وقد سلكوا في المجد شأو أبيهم :: ولا عجب إن أشبه الأسد الشبل
وهل يَنبُتُ الخطّيَّ إلّا وشيجُهُ :: وتُغرَسُ إلّا في منابتِها النَّخلُ

بوننَّ فظّ لَراهَ :: يعطيهَ سابگ تُبدّلْ
بيهْ الْيَعرفْ عن معطاهَ :: سابگ تُبدّلْ متعدلْ

جَيْنَ مِنْ تَل انْقَلْبُ :: لَشْيَاخْ أُقَلَبْنَاهَ
جَ سيدِ بويَ ولد بـُ :: ـنَنَ هُوَ فَتَاهَ

وكان الشيخ سيداتي ولد الشيخ الطالب بوي ولد الشيخ سعدبوه، ممن أدركنا من أبناء الشيخ سعدبوه، وكان خليفة ولدته أخرى ..
أذكر والشيء بالشيء يذكر وهذه من الصدف التى لاتتكرر أنني كنت حدثا صغيرا في تگنت وكان الفنان الكبير أحمدو ولد الميداح رحمه الله واقفا قرب دكان أهل يَبَّ ولاح الشيخ سيداتي، فأنشد أحمدو بيت حرب بصوته المجلجل الندي القوي العذب..
كان ذلك البيت من أعذب ما سمعت في حياتى..
ويروى أنه ذات سانحة في مدينة اندر أعلن أحدهم قدوم الشيخ سيداتي، فقال الترجمان محمدن ولد ابنو المقداد “دودو سك”:
قول المبشر جاء الشيخ سداتي :: قول تضمن أنواع المسرات
أقول والقول منسوب لقائله :: أهلا و سهلا به من قادم آتِ

وقد سمع العلامة محمد عبدالله ولد محمد آسكر “انگوده” رحمة الله عليه في البلاغات الشعبية في الإذاعة الوطنية، بمقدم الشيخ سيداتي فقال:
قول المبشر في قسم البلاغات :: من الاذاعة جاء الشيخ سيداتي
قول تسر قلوب السامعين به :: لايفضض الله أفواه المذيعات
الشيخ سيدات نعم الغوث إن ياتي :: أرضا تغاث بأنواع الإغاثات
وقد تذكرت أبيات الاديب هنا :: ياليتني كانت الأبيات أبياتي
“قول المبشر جاء الشيخ سداتي :: قول تضمن انواع المسرات
اقول والقول منسوب لقائله :: أهلا و سهلا به من قادم آتِ”

ويقول فيه الأديب الكبير أعمر أمبارك ولد أشويخ رحمه الله:
لاجَ سيداتِ ذاكْ عادْ :: يُصنتْ لُ مزّاه بادْ
يخلگ ش زين، ؤشي امگادْ :: يخلگ ماه معاسرْ
ؤيخلگ لُوقرْ ما تيتْ زاد :: اتشوفْ امنادمْ داسر
ؤلا يبگ طامعْ ما افرحْ :: واتمونكْ واجبر ياسر
ؤلا يبگ خاسر ما اصلحْ :: واسوَ گدْ إلِّ خاسر

ذات موسم أقبل المريدون من السنغال فكانت الباصات والسيارات بأنواعها تملأ رحب الفضاء من روصو إلى تگنت، فسأل أحدهم بأسلوب استنكاري:هذا شنهو؟!
فأجابه محمد الكريم ولد باني رحمه الله: ذاك طلبتْ ملانَ الدرس
وذات موسم سأل أحدهم: ذ الخلق ذ إلّ امحركْ بيه شنهو؟!
فأجابه لمام ولد اشريف رحمه الله: ذاك إلّ امحركْ بيهم بعد إيحركْ

لازال آخرُ آل الشيخ أوَّلَهم :: يقفوُ ولازال يعلو كعبهم دُرجا

كامل الود .

من صفحة إكس ولد إكس إكرك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى